كان من المفترض أن تخرج جماعة أبو العباس ببيان تشكر به التحالف ،والإمارات خصوصاً،لأنه الطرف الوحيد في تعز الذي لاتنقطع عنه المُونّ من الإماراتيون في عدن،ولأنه الطرف الأكثر وفره بالسلاح والعتاد..لكن المصالح السياسية وأوضاع المدينة التي تتطلبها المرحلة بشكل حتمي ملحّ،دفعت الإصلاح لأن يخرج ببيانه شكراً الإمارات وإن كان الإماراتيون لايؤمنون به.
60 طقم.. ثم 40طقم بقراطيسهم،من الإمارات لأبو العباس. والجيش والأمن بتعز لم يحصلوا على ربع ماحصل عليه ابو العباس،من بداية دعم التحالف لتعز حتى يومنا هذا ،وما هو بحوزة الجيش والأمن تم الحصول عليه بشق الأنفس من عدن.
لان "العباس" جندي مطلق للإمارات،ولأن الجيش والأمن يسيطر عليه "الإخوان"كما ترا دولة الإمارات المتحدة وهذا تصنيفها وتصورها للمشهد بتعز.. ومعطيات الواقع تؤكد سير الإمارات -خصوصا في تعز-وفق هذا التصور تماماً.
لذا مواقف الإمارات من تعز شديدة البؤس،وهابطة أي لا ترقى لدرجة الهدف الذي جاء من أجله التحالف،وتستخدم بعض الأجندة عن طريق الإسترزاق ،لتبقى أجندتها هي سيدة المشهد في تعز تحركهم كما تشاء وكيفما تشاء وبإي زمن تشاء،حتى وإن أعاق ذلك عودة المدينة لأمنها وحياتها الطبعيين ،الأهم أن لا يتمكن الإصلاح من تعز،حتى وإن كان العمود الفقري للمقاومة والجيش في تعز وكل البلد ،وإن كان هو أول حزب أيد العاصفة وساندها من بادى الأمر ،وحتى أيضاً أن ظل يخرج بين الفينة والأخرى ببياناته ،يشكر التحالف وخصوصاً الإمارات على ماقدموه لتعز ويقدموه من دعم لامحدود ،ليس له أثر ناجع على المدينة المحاصرة وسكانها القلقون من رعب ينتشر فجأة في أحيائها وشوارعها لايعلمون مصدره،المقتولون بقذاف الحوثي والكوليرا،المخنوقون من عفن القمامات المكدسة ملء شوارعها،المنهكون تماماً في زمن تجمع بمصائبه وأنهال عليهم بكل شراسة ،حربٌ ،وحصارٌ ،وتشريدٌ ،وكلوليرا،ودمار وإنقطاع الرواتب منذو عشرة أشهر حتى يومنا.
كل هذا لايعني الإمارات شيئاً..تتجاهله تماماً وهي تجري خلف أهداف سياسية خوفاً من وهم إستراتيجي تراه أكبر خطراً عليها وعلى الأمة العربية والإسلامية،يقتلها الوهم والشكوك فيجعلها تنحط وتنسلخ من عروبتها وقوميتها وإسلاميتها وترا هذا الإنحطاط تقدم وتحضر سيأخذوها إلى ماوصل إليه الغربيون.. هذا الوهم الذي تجمحين نحوه لايرعب ولا يفكر بالرعب،يفكر فقط كيف ينجو بحياته.. لكنها تجد في ذات الوقت الفرصة لصم آذانها أكثر فأكثر في حقيقة الأمر ،وأن طأطأت رأسها بنعم وأبتسمت!!
يستخدم إصلاح تعز ،الأسلوب السياسي الذي تستخدمه كل الأنظمة السياسية والأحزاب والجماعات العربية… الخ. لإظهار المواقف بالحالة التي تخلق الإنسام لها وتخدم مشروعها وقضيتها حتى وإن كانت تحس بالضيم والسخط الداخلي وهي تظهر الإبتسامة والشكر والإمتنان لتطبيع علاقة ما.
هذا ماتفعله السياسة ،وكل شيء وارد فيها وكل طريقة لم تجرب ستجرب،
لذا توقعوا كل شيء. أنا لا ألوم هنا الحزب ببيانه الأخير الذي شكر به الإمارات ،فهو فعل سياسي تتطلبه المرحله ،ولا يجب أن يخرج الحزب- كما يتمنى كثير من الذين أثاروا ضجة حول البيان- بصورة معادية للإمارات أو أي دولة أخرى في التحالف،فهو يعتبر نفسه شريك أساسي مع التحالف في الحرب ضد الإنقلابيين "وهو فعلاً شريكاً أساسي" حتى وأن همشة دوره بعض دول التحالف...
ولكن أحاول رسم الصورة البائسة لسياسة التحالف في اليمن وماتحدثه من أمور لايتوقعها الكثير،وزيف الإمارات تحديداً ، التي تبحث عن شيء وهمي وتهدر المال والسلاح والوقت في سبيل إعاقته،بل تتمنى إشلال حركته المؤثرة في كل الصُعد ،في زمن حرج وحساس جداً يحتاج لذلك المال والسلاح والوقت المهدر من أجل زمن بعيد،برغم أن أصحاب الوهم المقصودون يبعثون لها إشارات الأمان الخضراء.
نحن بصدد إنقلاب ،أخذ منا كشعب شرعيتنا ودولتنا ومقدراتها ،وألغانا جميعاً ،ثم أعلن الحرب علينا لأنا رفضنا ذلك.فإستعنا بالله ثم بالتحالف العربي ،لينقذنا من هذا الإنقلاب،وليس ليبحث عن أهداف ساسية خاصة به،والتخطيط لإستفادة دولة الإمارات من موانئنا وجزرنا وسواحلنا ،بدل من التخطيط لكيفة كسر الإنقلاب وإعادة الشرعية.
أحياناً في حالات التكتيك والإضطرار يكون الشكر واحب وفي نفس الوقت أنت تعلم أن من تقدم له الشكر يصنع لك الدسائس ويخطط لقتلك.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها