كشفت مصادر استخباراتية مطلعة عن تفاصيل دقيقة وخطيرة حول القيادي البارز في جماعة الحوثي، محمد أحمد علي الزايدي، الذي تم توقيفه مؤخرًا في محافظة المهرة أثناء محاولته الفرار إلى سلطنة عمان عبر منفذ صرفيت باستخدام أوراق مزوّرة.
وبحسب تقرير استخباراتي شامل نشره موقع " ديفانس لاين "، فإن الزايدي، المولود في صرواح بمحافظة مأرب عام 1969، يُعد أحد أبرز مشايخ قبيلة جهم، ويمثل ذراعًا قبلية رئيسية في مشروع جماعة الحوثي لتأطير القبائل عسكريًا، خصوصًا في خولان الطيال والمناطق المحيطة بصنعاء.
وقد منحته الجماعة رتبة "وزير" في يوليو 2018، ويمتلك جواز سفر دبلوماسي صادر عن سلطات الحوثيين.
ووفقًا للمعلومات، فإن الزايدي اضطلع خلال الأعوام الأخيرة بأدوار متعددة شملت التحشيد والتعبئة القبلية، وتشكيل ألوية مسلحة لصالح الجماعة، كما شارك بغطاء قبلي في أنشطة سياسية خارجية، من بينها مؤتمر دولي بجنيف عام 2024، مثّل فيه جماعة الحوثي ضمن وفد قبلي.
التقرير أشار أيضًا إلى نشاطات تهريب معقّدة تولّاها الزايدي، إذ تنقل بين صنعاء والمهرة عبر شبكات تهريب نشطة في صحارى الجوف وحضرموت، وضُبطت بحوزته وثائق مزورة، منها جوازات سفر تعود له ولأفراد من أسرته، وأبرزهم أبناؤه: علي وذياب.
وفي حادثة مرتبطة بتوقيفه، تعرضت قوة أمنية كانت تنقله من الغيظة إلى حوف لهجوم مسلح نفذته مجموعة يعتقد بارتباطها المباشر بالزايدي، وأسفر الهجوم عن مقتل العميد عبدالله محمد هادي زايد، قائد كتيبة دبابات، وإصابة ضابطين آخرين.
وتقييم الأجهزة الأمنية صنّف الزايدي كأحد أخطر العناصر المرتبطة بجناح الاستخبارات والتهريب التابع للحوثيين، وذو قدرة عالية على التأثير في الأوساط القبلية والمناورة الميدانية، لا سيما بتحركاته المدروسة وهوياته المزورة.
كما ربط التقرير الزايدي بشخصيات حوثية تنشط في سلطنة عمان، من بينها عباد الزايدي، وكيل استخبارات الحوثيين للمنطقة الشرقية، والذي يحمل الجنسية العمانية ويتنقّل بهويات مزورة، ويُعتقد أنه يشرف على محطة استخبارات حوثية في مسقط.
وأوصت الجهات الاستخباراتية بفتح تحقيق موسّع مع الزايدي لكشف تفاصيل الشبكات التي يديرها في الداخل والخارج، وملاحقة المتورطين المتعاونين معه في المهرة وصنعاء، والتواصل مع سلطنة عمان بشأن تحركاته السابقة وعلاقاته المشبوهة داخل أراضيها.
كما شددت على ضرورة تعزيز إجراءات الأمن على المنافذ الحدودية الشرقية، وتحديث قوائم المطلوبين أمنيًا، في ظل ما وصفته بـ"الفرصة الاستراتيجية" لفك خيوط شبكة تهريب وتجسس متقدمة تابعة للحوثيين، تمثّل الزايدي أحد أركانها البارزين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها