كشفت المقاومة الوطنية، التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح، عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية وصفت بأنها "نوعية ومتطورة"، كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين في اليمن، في عملية تمت أواخر يونيو الماضي بعد عملية استخباراتية دقيقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده المتحدث الرسمي باسم المقاومة، العميد الركن صادق دويد، بمدينة المخا، استعرض تفاصيل الشحنة التي قال إنها تكشف مستوى التهديد الإيراني المتنامي ليس فقط لليمن، بل للمنطقة بأسرها، مؤكدًا أن أجزاء من الشحنة لا تزال قيد الفحص والتحليل الفني.
وتضمنت الشحنة الإيرانية مكونات لاثني عشر صاروخًا من طرازات مختلفة، شملت صواريخ بحرية، وأرض-أرض، ودفاع جوي، بالإضافة إلى مضادات دروع. كما احتوت على طائرات مسيّرة انتحارية وأخرى استطلاعية، فضلًا عن محركات للطائرات المسيّرة، ونواظير ليلية، وكاميرات حرارية وليزرية، وأجهزة كشف طيران مسيّر.
وشملت الصواريخ التي تم ضبطها رؤوسًا وأجزاءً من الصاروخ البحري الإيراني "قدر 380" الذي يصل مداه إلى 1000 كيلومتر، وثلاثة أجزاء من صاروخ دفاع جوي يُدعى "طائر 3" أو "برق 3" حسب التسمية الحوثية، ويصل مداه إلى 200 كم. كما ضمت الشحنة قطعًا من صواريخ "غدير" و"مندب 2" و"يا علي"، وهي نماذج ذات قدرة هجومية بعيدة المدى.
وأوضح العميد دويد أن الشحنة اشتملت أيضًا على مكوّنات صواريخ إيرانية مضادة للطائرات من طراز "صقر 358"، والتي سبق للحوثيين استخدامها لإسقاط طائرات أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9، بحسب ما أظهرته التحقيقات الأولية ومقاطع الفيديو التي نشرتها المقاومة.
وأكد أن من بين المحتويات أيضًا صواريخ "دهلاوية" المضادة للدروع، وصواريخ "ستريلا 2"، ومدفع "بي-10"، وأجزاء من قناصة "AM-50"، بالإضافة إلى معدات تدريب عسكرية وأسلحة من أعيرة مختلفة.
وفي مفاجأة اعتبرها دويد "دليلًا على تعقيد التهديد"، كشف عن ضبط جهاز تجسس إسرائيلي الصنع من إنتاج شركة "سيلبيريت"، مصمم لسحب البيانات من الأجهزة المحمولة والتجسس على الأفراد، إلى جانب أجهزة لكشف الكذب، وحواسيب محمّلة بتطبيقات أمنية متقدمة.
كما أشار إلى وجود كاميرات تجسسية ومعدات تحليل للمواد الكيميائية، وسط مؤشرات خطيرة تفيد بسعي الحوثيين – بدعم إيراني – لتطوير أسلحة بيولوجية.
وذكر دويد أن التحقيقات مع طاقم السفينة المهرّبة أظهرت أن هذه الشحنة هي الرقم 13 ضمن سلسلة عمليات تهريب نفذتها إيران عبر شبكات يديرها القيادي الحوثي المدرج في قوائم الإرهاب "محمد أحمد الطالبي"، المعروف بـ"أبو جعفر الطالبي".
وأكد أن الشحنة كانت مموّهة داخل معدات مدنية تُستخدم عادة في قطاع الكهرباء والطاقة، في محاولة لإخفاء طبيعتها العسكرية، وهو أسلوب متكرر باتت تستخدمه شبكات التهريب المتصلة بطهران.
وقدّم المتحدث باسم المقاومة الوطنية مقارنة فنية بين الأسلحة المضبوطة وتلك التي تزعم جماعة الحوثي تصنيعها محليًا، مشيرًا إلى أن التطابق التام بين المكونات يثبت زيف مزاعم "الاكتفاء الذاتي"، ويكشف عن عمق الدعم الإيراني العسكري للجماعة.
وأضاف: "هذه ليست سوى الشحنة المضبوطة، فما خفي أعظم. إيران تمضي في تحويل الحوثيين إلى الذراع العسكرية الرئيسية لها في شبه الجزيرة العربية، بعد تراجع تأثير وكلائها الآخرين في لبنان وسوريا".
وأظهر مقطع فيديو مصوّر نشرته المقاومة، صواريخ مماثلة لتلك التي استخدمها الحوثيون في هجماتهم الأخيرة بالبحر الأحمر، والتي أدت إلى إغراق سفينتين ومقتل أربعة أشخاص، في تصعيد عسكري خطير يهدد الملاحة الدولية.
كما ظهر في المقطع صواريخ من طراز "358" و"يا علي"، إلى جانب طائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية وأسلحة نوعية، أكدت المقاومة أنها جزء من استراتيجية إيرانية لتعزيز نفوذها عبر ذراعها الحوثي.
وفي ختام المؤتمر، أعلنت المقاومة الوطنية عزمها نشر تقرير تفصيلي مدعوم بالأدلة حول الشحنة المضبوطة، مشددة على ضرورة تحرك دولي حازم لوقف الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين.