بينما حرص الكثيرون من قيادات البلد، وفي مقدمتهم قيادات المؤتمر الشعبي العام، حتى المتقاطعة مع عائلة صالح على حضور عرس نجل الزعيم عفاش، فقد اختار رئيس مجلس النواب والأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ سلطان البركاني، أن ينأى بنفسه عن حضور المناسبة التي كان لها صداها خلال الأيام الماضية.
لم يتوقع أحد أن يغيب البركاني عن هكذا مناسبة وهو الشخص المخلص لصالح وأسرته طوال عقود، وكونه صنيعة الرئيس السابق الذي أوجده من العدم بعد ان كان لا شيء.
يسافر البركاني من قارة إلى اخرى ليحضر عرسا بسيطا او حفلا يتوخى منه مصلحة، ويمكن التذكير بأنه لا يترك مناسبة يقيمها طارق صالح إلا وهب اليها مسرعا حتى وان لم توجه اليه الدعوة.
ولمن يعرف التغيرات التي طرأت على أفكار ومواقف وسلوك البركاني خلال السنوات الماضية، سيدرك الأسباب التي أدت إلى أن يغيب عن مناسبة نجل صالح، فقد اختار الرجل أن يبحث عن كفيل جديد، وان يبيع حليفه القديم بحلفاء جدد لان ضرع الاول قد جف.
قد يرى البعض أنه من المفارقة أن يكون أشد المتحمسين والداعمين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح وأسرته، غائباً عن مناسبة فرائحية للأسرة، شارك فيها حتى المنافسين والمختلفين مع الأسرة، لكن البركاني اصبحت لديه حساباته وعلاقاته الجديدة، وربما انه يريد بغيابه ان يضرب اكثر من عصفور بحجر.
يتذكر البركاني أن تحمسه لـ "قلع العداد" وتصفير المدة الرئاسية للرئيس صالح جر عليه متاعب كثيرة، لا سيما أن تحمسه أعقبه ثورة شعبية عارمة كجزء من مشهد الربيع العربي الذي أطاح بحكام كانوا يعدون لتوريث الحكم لأبنائهم، وأنه نال مقابل ذلك نقداً قاسياً وأحياناً تشهيراً، فاق المكاسب التي تحصل عليها مقابل تحمسه لصالح وأسرته، لكنه ينسى أنه وصل إلى مواقع متقدمة وهو الشيخ القبلي المتواضع سياسياً بدعم ورعاية صالح ايضا.
وربما ان الرئيس رشاد العليمي أوعز للبركاني بعدم الحضور، وقد التقطها الأخير ليبني له موقفا وطنيا مستقلا ويصنع مجدا لا يليق به، لكن العليمي الذي اتصل بكثيرين من باب الإيعاز لهم بعدم الحضور، ارسل اثنين من أبنائه للمشاركة في عرس أسرة صالح.
وما أثار الاستغراب أن صحفيين واعلاميين من حاشية رشاد العليمي قد ذهبوا وشاركوا في الحفل وابدوا ابتهاجهم وكتبوا مادحين لصالح ومقدمين أحمد علي -كالعادة- في صورة المنقذ، وهذا ما لا يروق لرشاد العليمي، الذي يدرك ايضاً أن نجل صالح لا يزال يمتلك بريقاً وشعبية، لا لقدراته وكفاءته ولا لعلاقاته ولا حتى لاستقطابه للقيادات والشخصيات الإعلامية والمؤثرة، ولكن لانه ابن الرئيس علي عبدالله صالح.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها